Alsiyasia

المفكرون السياسيون |الدون سان سيمون وفكره السياسي

الإقتصاد, الاشتراكية, الطبقة الصناعية، ماركس, الفكر السياسي, سان سيمون, مفكرون سياسيون

“كلود هنري دي سان سيمون دورفروا، أو الكونت دي سان سيمون، هو فيلسوف فرنسي ولد في باريس عام 1760م. كان يؤمن بضرورة تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية والتشجيع على الصناعة.

اقترح أن يتألف البرلمان من ثلاث مجالس تمثل قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والمهندسين. وهي:

  • مجلس الاختراع: يضم العلماء والمخترعين.
  • مجلس الفحص: يضم الخبراء والمفتشين.
  • مجلس التنفيذ: يضم الإداريين والمنفذين.

كان سان سيمون يدعو إلى توفير فرص متساوية للجميع دون السعي إلى المساواة التامة. شارك في الثورة الأمريكية ودعم الثورة الفرنسية. عانى في حياته من الفقر والتهميش والمعاناة في سبيل تقديم أفكاره ونظرياته التي تهدف إلى بناء مجتمع عادل. من أشهر كتبه (المسيحية الجديدة).

من تلاميذ سان سيمون الفيلسوف أوغست كونت، والمهندس فرديناند دي لسبس الذي شارك في حفر قناة السويس في مصر.

لكن مذهب سان سيمون الذي نشره أتباعه (سان سيمونيون) لاحقاً كان مذهباً اشتراكياً يطالب بإلغاء الميراث. وكانوا يرون أن الثروة يجب أن تعود إلى الدولة بعد وفاة مالكها وليس إلى عائلته.

وكانوا يريدون أن تنظم الدولة الإنتاج وتوكله إلى الأكفاء لخدمة المصلحة العامة. وكانوا يعتبرون الصناعيين هم القادة الحقيقيين للشعب، لأنهم هم الذين يوجهونه في أعماله اليومية. وينادون بمجتمع صناعي يلغي فروق الأصل والنسب، ويحترم اختلاف القدرات. وكانت أفكارهم مؤسسة لـ «العلم الوضعي» والاشتراكية.

وظن أنصار سان سيمون أن مصر وحكم محمد علي تمثل فرصة لتطبيق أفكارهم، فسافر العديد منهم إلى مصر للمساهمة في نهضتها .

توفي سان سيمون في 19 مايو عام 1825م. ودُفن في مقبرة بير لاشيز في باريس في فرنسا.

أهم أفكاره :
١)حول الثورة الصناعية :
أصدر سان سيمون في عام 1817 وثيقة تسمى «إعلان المبادئ» في كتابه «الصناعة». تناول فيها مبادئ أيديولوجية تدعو إلى إقامة مجتمع صناعي يحكمه أشخاص من الطبقة الصناعية حسب تعريفه. وهي الطبقة التي تضم كل من يشارك في العمل المنتج الذي يساهم في بناء المجتمع، مع التركيز على العلماء والصناع والمهندسين، بالإضافة إلى رجال الأعمال والمدراء والمصرفيين والعمال اليدويين وغيرهم.

اعتبر سان سيمون أن الخطر الرئيسي على احتياجات الطبقة الصناعية هو فئة أخرى سماها فئة العاطلين عن العمل، وهم أشخاص قادرون على العمل لكنهم يختارون أن يعيشوا على حساب الآخرين. أرجع سان سيمون أصل هذا النشاط الطفيلي من قبل العاطلين إلى ما اعتبره الكسل الطبيعي للبشر، وظن أن الدور الاقتصادي الرئيسي للحكومة هو ضمان عدم تعطيل النشاط الإنتاجي في الاقتصاد، والحد من الخمول في المجتمع.

انتقد سان سيمون بشدة في الإعلان توسع وزيادة تدخل الحكومة في الاقتصاد بما يتجاوز الدورين الاقتصاديين الرئيسيين المذكورين سابقاً قائلاً: إن الحكومة تصبح «عدواً مستبداً للصناعة» عندما تتجاوز هذين الدورين، وإن الاقتصاد الصناعي سيتدهور نتيجة لهذا التدخل الحكومي الزائد. أكد سان سيمون على ضرورة الاحترام لجدارة الفرد والحاجة إلى التسلسل الهرمي في المجتمع والاقتصاد من خلال تنظيم المنظمات بتسلسل هرمي يعتمد على جدارة الفرد من المدراء والعلماء ليكونوا صناع القرار في الحكومة. كانت أفكاره وآرائه ثورية في ذلك الوقت؛ إذ أنها مبنية على أسس تنويرية تتحدى التعاليم الكنسية والأنظمة القديمة بأفكار تقدمية حول الصناعة والعلوم بعد أن تأثر كثيراً بغياب الامتياز الاجتماعي الذي شاهده في الولايات المتحدة الأمريكية .


٢) حول النظام الاقطاعي
دعا سيمون، في معارضته للنظام الإقطاعي والعسكري، إلى تبني نمط من الاشتراكية التكنوقراطية، وهو نظام يقوم على سيطرة القادة الصناعيين على المجتمع، على غرار فكرة “الملك الفيلسوف” التي طرحها أفلاطون. كان رأي سان سيمون أنه ينبغي أن يكون التوجه الروحي للمجتمع في العصور الوسطى نحو العلماء بدلاً من رجال الدين، وأن القادة الصناعيين الذين يديرون المجتمع لديهم الحق في أن يحكموا العمل الإنتاجي لصالح المجتمع. وبالنسبة لسان سيمون، لا يوجد صراع بين العمل ورأس المال، كما أكدت الاشتراكية اللاحقة، بل ينبغي على القادة الصناعيين أن يحكموا بناءً على مصلحة المجتمع. وفيما بعد، زاد اهتمامه بمسألة الفقراء وأصبح يعاملها بنفس أهمية الدين في كتابه “المسيحية الجديدة”. وتطورت أفكاره هذه إلى نزاعه الأخير مع كومت.


٣)آراؤه الدينية
أما فيما يتعلق بآرائه الدينية، فلم يكن سان سيمون مهتمًا باللاهوت قبل نشر كتابه “المسيحية الحديثة”. في هذا العمل، حاول سان سيمون تبسيط المسيحية وتقليصها إلى عناصرها البسيطة والأساسية. فقد قام سان سيمون بنقد الدوغماتية والعقائد الأخرى التي وجد فيها عيوبًا في الكاثوليكية والبروتستانتية. وعرض سان سيمون هذا المبدأ كشعار شامل للمسيحية الجديدة: “يجب على المجتمع بأسره أن يسعى إلى تحسين الحياة الأخلاقية والمادية للأشخاص الفقراء؛ وينبغي على المجتمع تنظيم نفسه بأفضل طريقة لتحقيق هذه الهدف”، وأصبح هذا المبدأ فيما بعد شعارًا لمدرسة سان سيمون الفكرية بأكملها.

Leave a Reply

Discover more from السياسية

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading